مقال للدكتور منصف المرزوقى حول خدعة تسجيل قائمات الانتخاب
الترسيم في القائمات الانتخابية : هل من المرسى بدأنا التجديف
هذا اليوم هو أول يوم للترسيم في القوائم الانتخابية ويتصادف أنه الوحيد قبل أسبوعين أكون فيه في بيتي بحمام سوسة فقررت أن أغتنم الفرصة لأسجل اسمي وخوفا من الصف قررت أن أذهب باكرا للبلدية . الثامنة والربع تقدمت لموظف اسأله عن الاجراءات فاعتذر أنه لم يصل أحد م...ن المكلفين بالتسجيل وما عليّ إلا الرجوع لاحقا. قلت في نفسي إنه التخلّف العادي والبيروقراطية المعتادة فأجري على الله . هكذا رجعت بعد ساعتين لأكتشف ثلاثة موظفين وراء حواسيبهم استقبلوني بنوع من الحرج . طلبني أحدهم بطاقة التعريف وعرضها على قارئ ضوئي يبدو أنه لم يفهم شيئا من بطاقتي فأخذ الموظف ينقر على حاسوبه ربع ساعة ثم أحال البطاقة المشبوهة لزميله الذي لم ينجح في فكّ رموزها وأخيرا أعادها لي قائلا'' ثمة مشاكل ، ارجع غدوة'' , نعم ثمة مشاكل أولها أنني كنت الوحيد في غرفة التسجيل وخوفي من '' الصف'' كان كخوفي من العبيثة وأنا طفل في غير محله فهل هذا مؤشر شؤم أم مجرد عرض تافه لأنه التخلف والصيف والتكركير وأن الناس ستتدافع للتسجيل عندما'' يحنّ ربّي '' ثاني المشاكل الخلل الفني حيث لم يتمكن ثلاثة أشخاص وراء ثلاثة حواسيب من تسجيل مواطن ضيعوا له وقته . هنا علينا استعراض فرضيتين الأولى أنه التخلّف وسوء التكوين وصعوبات البداية والثانية أنها بداية '' المصاعب التقنية '' التي برروا بها تأخير الانتخابات . و دون السقوط في البارنويا ، لكن حيث أن هناك أزمة ثقة مطلقة في هذه الحكومة وتوابعها من هيئة عليا ولجنة مستقلة للانتخابات بعد أن تأكد سوء نيتهم وأن '' التكركير'' كان متعمدا ليستحيل تقنيا تنظيم الانتخابات في وقتها ، فإنني أدعو كل التونسيين أولا إلى الإسراع لمكاتب التسجيل وأجرهم على الوطن وإذا قالوا لهم أرجع غدوة أن يرجعوا كل يوم وثانيا إلى رفع الشك إلى أعلى درجات السلم والاستعداد لمواجهة جديدة مع سلطة لا نية جدية لها لتسليم السلطة لممثلي الشعب .
منصف المرزوقي.
عن
صفحة قنـاة الشعب الحرة في الفيسبوك