تونس في 18 جويلية 2011
بيان
ألقى اليوم السيد الوزير الأول خطابا اختار فيه لهجة "بك...ل حزم'' للتعامل مع أخطر أزمة سياسية تمرّ بها حكومته وتمرّ بها تونس بعد ستة أشهر من اندلاع الثورة. فعوض أن يعترف بشرعية مطالب الشخصيات المستقلة والأحزاب السياسية ومنها حزبنا التي اضطرت لمغادرة هيئة عليا لم تعد مكانا للحوار وإنما للإملاء، وعوض أن يتفهّم مطالب شباب نافذ الصبر وأن يقبل بحقهم في التظاهر السلمي، آثر هو وحكومته العودة لسياسة العصا الغليظة واللغة الخشبية.
وأمام هذا الانزلاق الجديد الذي ينذر بتفاقم أزمة الثقة بين السلطة والأحزاب السياسية الفاعلة من جهة والسلطة وشباب الثورة من جهة أخرى فإن المؤتمر من أجل الجمهورية
- يرفض ويدين لغة التعالي والتهديد مذكرا الوزير الأول أنه لا يستقي شرعيته إلا من وفاق قابل للمراجعة
- يدين عودة الممارسات البوليسية عبر كل المظاهر المألوفة في عهد المخلوع من تصنت وقطع للاتصالات الهاتفية وإفراط في استعمال العنف اللفظي والمادي ضد المتظاهرين السلميين واستعمال البلطجية والعودة للتجنيد الإجباري وهي وسيلة العقاب المعتمدة في عهد بورقيبة وإثارة الفوضى عمدا للتشريع لعودة القمع ومنع الانتخابات
- يتمسّك بحق التظاهر السلمي و بالمطالب التي خرج من أجلها شبابنا وعلى رأسها إقالة وزيري الداخلية والعدل ومحاكمة الجلادين وكبار المفسدين وتعويض أسر الشهداء وإقامة الانتخابات في وقتها.
- يحذّر من عودة قوى الردة بقوة هذه الأيام وتهديدها المتزايد لمكاسب الثورة واستفزازها لمشاعر الشباب ومن ثم يجدد نداءه للشعب لفرض التمسك بالموعد الانتخابي والمشاركة المكثفة في الانتخابات ومراقبتها وعدم الوقوع في فخّ ردّ الفعل بالعنف على مناورات تستهدف جرّ بلادنا لمسلسل مفضي للفوضى وتمكين الاستبداد من العودة بقوة تحت راية تحقيق الاستقرار .
لقد أكّد السيد الوزير الأول أن الانتخابات ستتم في وقتها لكن الجوّ الضروري لنجاحها من هدوء وثقة وحوار هو الذي تضربه السياسة الحالية ، يضاف لهذا أنه قال نفس الشيء بخصوص موعد 24 جويلية التي لم تتم، ومن ثم فإن السهر على وقوع الانتخابات في وقتها هدف أساسي حيث لم تعد لوعود الوزير الأول أي قيمة خاصة بعد الأحداث الأخيرة .
عن المؤتمر من أجل الجمهورية
منصف المرزوقي