انسجام عواطفك وأحاسيسكإن الشعور بالأمومة عملية تتطور وتتفاقم تدريجياً وتكون مفعمةً بالحيوية والعواطف. إذ أن المشاعر التي تنتابك خلال الأسبوع الأول مع طفلك الجديد تتراوح من الفرحة الغامرة إلى الإرهاق البالغ، كما قد تنتابك فترات تكون مليئةً بالشكوك حول قدرتك على أن تكوني أماً جيدة. وإذا كان لديك أطفال آخرون، ربما تراودك أسئلة كثيرة حول مدى قدرتك على توفير احتياجاتهم أيضاً، إلى جانب تربية هذا الطفل الجديد.
لذلك فإن التغيرات الكثيرة التي تجتاح حياتك يمكن أن تترك المزيد من الضغوط على أسرتك وعلى علاقاتك الشخصية، وإذا كنت في إجازة أمومة فإن التغيرات في روتين حياتك اليومي يمكن أن تخلف مشاعر غامرة، لذا فمن المؤكد أن زيادة حدة التوتر النفسي وتعاظم المسؤوليات ستترك تأثيراً على توازنك العاطفي.
اكتئاب ما بعد الولادة (اكتئاب النفاس) إن التغيرات الهرمونية التي ترافق فترتي الحمل والولادة غالباً ما تتواصل لتكون مسؤولة عن ظاهرة تعرف على نطاق واسع باسم "اكتئاب النفاس". إذ أن هذه المشكلة تصيب ما يقرب من 80 في المئة من النساء، وتحدث في العادة خلال 10 أيام (وبالنسبة إلى الغالبية خلال 3 أو 4 أيام) بعد الولادة. ومع أنه لم يثبت مطلقاً أن الهرمونات هي السبب، إلا أنه بات معروفاً أن "الأستروجين" يلعب دوراً مانعا للاكتئاب، لذلك فإن انخفاض مستويات "الأستروجين" يمكن أن يؤثر سلباً في مزاج المرأة.
ومن الأعراض النمطية التي تظهر على المرأة في تلك الفترة: البكاء والقلق وتدهور طاقة الجسم والأرق والتهيج، أما أفضل طريقة للتعامل مع هذه المشكلة فهي طلب العون والإسناد العاطفي عند الحاجة إليه، والإيمان بأن هذا الظرف عابر، وإذا لم تتحسن الأعراض المصاحبة للحالة خلال أسبوعين، يجب استشارة الطبيب أو مناقشة الأمر مع طبيب الأسرة.