سئل الإمام عبد الحليم محمود شيخ الأزهر رحمه الله تعالى عن الاهتزاز في الذكر؛
وقد كان رضي الله عنه شاذلي الطريقة ويحضر مجالس الذكر فقال:
(صدق الإمام علي كرم الله وجهه حينما قال واصفا الذاكرين
يتمايلون تمايل النخيل في اليوم العاصف الريح).
ينكر الكثيرون على الصوفية التمايل والتواجد أثناء الذكر؛
إلا أنه تغيب عنهم الكثيرمن الحقائق
ومما جاء عن السيد الكبير أحمدالرفاعي
قدس الله سره الشريف؛ في هذا الباب:
القوم سمعوا وطابوا ولكنهم سمعوا أحسن القول فاتبعوه،
وسمعوا غير الحسن فاجتنبوه، تحلقوا وفتحوا مجالس الذكر وتواجدوا وطابت نفوسهم
وصعدت أرواحهم، لاحت عليهم بوارق الإخلاص حالة ذكرهم وسماعهم،
وترى أن أحدهم كالغائب على حال الحاضر، وكالحاضر على حال الغائب،
يهتزون و لاتنشغل قلوبهم بسواه.يقولون:الله، ولا يعبدون إلا إياه.
يقولون:هو، وبه لا بغيره يتباهون، إذا غنّاهم الحادي
يسمعون منه التذكار، فتعلوا همتهم في الأذكار.
جاء في الحاوي للفتاوي أن
الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى
جاءه سؤال على الشكل الآتي: في جماعة صوفية اجتمعوا في مجلس ذكر،
ثم إن شخصاً من الجماعة قام في المجلس ذاكرا واستمر على ذلك الوارد الذي حصل له.
فهل له ذلك سواء باختيار أم لا؟ وهل لأحد منعه وزجره من ذلك؟.
الجواب: لا إنكار عليه في ذلك، وقد سُئل عن هذا السؤال بعينه شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني،
فأجاب بأنه لا إنكار عليه في ذلك، وليس لمانع التعدي يمنعه ويلزم المتعدي بذلك التعزير،
وسُئل عنه العلامة برهان الدين الأنباسي فأجاب بمثل ذلك ،
وزاد أن صاحب الحال مغلوب، والمنكر محروم، ما ذاق لذة التواجد ولا صفا له المشروب.
إلى أن قال في آخر جوابه: وبالجملة فالسلامة في تسليم حال القوم،
وأجاب أيضا بمثل ذلك بعض أئمة الحنفية والمـالكية، كلهم كتبوا
على هذا السـؤال بالموافـقة من غير مخالفة: أقول: وكيف ينكر
الذكر قائما والقيام ذاكراً وقد قال الله:
الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم
(آل عمران الآية191).
وفي هذا كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد؛
اللهم ارزقنا حبهم والموت على ذكرهم،
يا رب يا كريم.