أكد الدكتور علي جمعة أن منهج الدعوة إلى الله يقوم على الرفق واللين ويرفض الغلظة والعنف في التوجيه والتعبير، وأن ديننا الحنيف يقوم على التوازن والاعتدال والتوسط والتيسير: وأن نزعات الغلو والتطّرف والتشدّد ليست من طباع المسلم الحقيقي المتسامح المنشرح الصدر، كما أنها ليست من خواص أمة الإسلام بحال من الأحوال. فنحن نرى أن وسائل مقاومة الظلم وإقرار العدل تكون مشروعة بوسائل مشروعة، وندعو الأمة للأخذ بأسباب المنعة والقوة لبناء الذات والمحافظة على الحقوق، ونعي أن التطرف تسبّبَ عبر التاريخ في تدمير بنى شامخة في مدنيات كبرى، والتطرف بكل أشكاله غريب عن الإسلام الذي يقوم على الاعتدال والتسامح.
وقال المفتى في اجتماعه مع أمانة الفتوى بدار الإفتاء اليوم الذى عقد لاستعراض المستجدات على الساحة وبحث زيادة التواصل الفعال مع الجمهور ورسم الخطط المستقبلية وتحديد أولويات المرحلة أننا بحاجة إلى أن نقف سويًّا ضد حملة التشويه العاتية التي تصور الإسلام على أنه دين يشجّع العنف ويؤسّس للإرهاب، كما دعا جمعه إلى العمل بكل جدية على التعرف على حقيقة الإسلام لضمان عودة حقوقنا إلينا ورفع الظلم عن إخواننا في كل مكان؛ وأوضح أن مقتضيات المرحلة القادمة تقتضي الانخراط والمشاركة في المجتمع الإنساني المعاصر والإسهام في حركة الحضارة بل وقيادتها، متعاونين فيما بيننا على البر والتقوى، والاستفاده من ثورة الاتصالات لردّ الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام بطريقة علمية سليمة دون ضعف أو انفعال وبأسلوب يجذب القارئ والمستمع والمشاهد. والاهتمام بالبحث العلمي والتعامل مع العلوم المعاصرة على أساس نظرة الإسلام المتميزة للكون والحياة والإنسان، وأضاف أن الأمل معقود على علماء الأمة ودعاتها وإصلاحييها أن ينيروا -بحقيقة الإسلام وقيمه العظيمة- عقول أجيالنا الشابة، زينة حاضرنا وعدّة مستقبلنا، بحيث تجنبهم مخاطر الانزلاق في مسالك الجهل والفساد والانغلاق والتبعيّة، وتنير دروبهم بالسماحة والاعتدال والوسطية ويبثون بين أفراد الأمة وفي أرجاء العالم الخير والسلام والمحبّة، بدقة العلم وبصيرة الحكمة ورشد السياسة في الأمور كلها وشدد علي أن التوافق الإسلامي هو شرط المصداقية بين المؤمنين وبين العالمين، وأساس الشرعية العامة، والفاعلية في الأداء والحركة، ولا سيبل إلى هذا التوافق إلى بصلاح النفوس والتوجه الى الله.