أفتى الشيخ الحطاب بوشناق و الشيخ عثمان بن خوجة رحمهم الله بجواز كشف الوجه و على الرجال غض البصر و لكم مقتطف من كلام العلامة سيدي عثمان بن خوجة
( ان ما ينسبونه الى الدين الاسلامي من ارهاق المرأة بستر وجهها بين العموم تقول عليه و شرع لما لم يأذن به الله منشؤه اندفاع بعض من المفسرين و الفقهاء وراء تأثير القوميات و الاوساط التي ينشؤون بها حتى اعتقدوا ان ستر المرأة وجهها بين العموم من الواجبات الديني...ّة و اخترعوا لهذه العادة المحضة اسما مفخما سموه بالحجاب و نسبوا بعض آي الكتاب اليه اذ يقولون كان كذا قبل نزول آية الحجاب , بحيث ان الواقف على هذه الكلمات ينتقش في نفسه ان ارهاق المرأة بستر وجهها مما نص عليه القرآن بالصراحة و لشدّة ما انطبعت نفوسهم بتأثير العادات القوميّة اقتحموا تفسير آي الكتاب العزيز بوجوه طبق ما يزعمون فحرفوا الكلام عن مواضعه و أرهقوا فصيح الآيات بما أرهقوا به وجوه الغانيات , فمن مقدر لمضاف لا يقتضيه نظم الكلام الى مخرج اللفظ عن مدلوله اللغوي و هكذا , فخبطوا خبط عشواء و ركبوا متن عمياء و الأنكى من هذا ان سموا قتلهم للروح القرآني دينا و لكن سبق الوعد بحفظه و ما قتلوه يقينا
ثم لما كان من الامر ما علم وجب التعرض لبيان معاني الآيات التي ارهقت بما لا تطيقه قال تعالى :
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ
الخمار لغة ثوب تضعه المرأة على رأسها كالعمامة بالنسبة للرجل و الجيب شق في أعلى القميص ينفتح على النحر فمعنى الآية حينئذامرهن وقت البروز بين العموم بستر نحورهن و أعلى صدورهن لان كشف ما ذكر بين عموم الناس زيادة على كونه لا تدعو اليه الضرورة مخل بصون الآداب العاة و مستلفت انظار الرجال الهين بوجه خاص . فمن فهم ان الخمار اسم لما يغطي به الوجه فقد اخطأ لان غطاء الوجه يسمى برقعا فلو اريد ستر الوجه لقيل و ليضربن ببراقعهن على وجوههن) انتهى كلام الشيخ
رحم الله أعلام النور و التنوير التونسيين و فحم الله دعاة الظلم و الدجى